طهران تركز على مناقشة مسؤولية واشنطن في أي مفاوضات مستقبلية.

طهران تركز على مناقشة مسؤولية واشنطن في أي مفاوضات مستقبلية.


قالت إيران، أمس الاثنين، إنها تسعى إلى محاسبة الولايات المتحدة على ضرباتها ضد مواقع نووية في البلاد في أيّ مفاوضات مقبلة، مستبعدة مباحثات مباشرة مع واشنطن، كما حذرت من «عواقب» بحال تفعيل الترويكا الأوروبية لـ«آلية الزناد»، وجددت التزامها بعضويتها في معاهدة حظر الانتشار النووي.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال إحاطة إعلامية، أمس الاثنين «في أي مفاوضات محتملة ستكون مسألة محاسبة الولايات المتحدة ومطالبتها بتعويضات على عدوانها العسكري على منشآت إيران النووية السلمية على جدول الأعمال». وردّاً على سؤال هل ستنخرط إيران في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، قال بقائي: «لا». وفي منتصف يونيو، شنّت إسرائيل هجوماً غير مسبوق على منشآت عسكرية ونووية ومناطق سكنية في إيران في حرب استمرّت 12 يوماً انضمّت إليها الولايات المتحدة، بقصف مواقع نووية في فوردو، وأصفهان، ونطنز.
وفي أعقاب الحرب، علّقت طهران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطالبت بضمانات تؤكّد الإحجام عن أيّ عمل عسكري ضدها قبل استئناف المفاوضات.
ووصفت واشنطن من جهتها تصريحات طهران عن تعويضات محتملة بـ«السخيفة».
وحذر بقائي، من «إساءة استخدام» الأوربيين لـ«آلية الزناد»، التي تهدف لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران، بسبب عدم التزامها ببنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وقال بقائي، إن الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) «لا تملك أي حق قانوني أو أخلاقي لتفعيل هذه الآلية وإعادة فرض العقوبات». وشدد على أن «إيران أعلنت بوضوح في وقت سابق أن أي استغلال غير مشروع لمثل هذه الأداة سيترتب عليه تبعات خطيرة على نظام عدم الانتشار النووي، كما سيكون له عواقب على تلك الدول نفسها».
في سياق متصل، قال بقائي إنه لا يوجد أي مفتّش فاعل للوكالة الدولية للطاقة الذرية داخل إيران.
وقال بقائي إن «إيران عبّرت مراراً عن شكاواها واعتراضاتها على النهج السياسي وغير المهني الذي تتبعه الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مؤكداً أن «على هذه المؤسسة أن تلتزم بمهامها الفنية والتخصصية، وأن تتجنب التأثر بالضغوط السياسية من مختلف الأطراف».
وأوضح أن «إيران، بصفتها عضواً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لطالما التزمت بتعهداتها، وتصرّفت ضمن إطار القانون».
إلى ذلك، أكد بقائي أن مسؤولاً رفيعاً في الوكالة الدولية سيزور طهران خلال أقل من عشرة أيام، مضيفاً أن هذه الزيارة «تأتي في إطار التعاون الفني» بين طهران والوكالة.
وفي وقت لاحق أمس، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إبراهيم عزيزي إن وفد الوكالة «سيُسمح له بشكل صارم واستثنائي إجراء محادثات تقنية، على مستوى الخبراء مع مسؤولين، وخبراء إيرانيين».
ونقلت وكالة «تسنيم»عنه قوله «لن يتم تحت أي ظرف كان السماح بالوصول المادي إلى منشآت إيران النووية، ولن يسمح لهذا الوفد أو أي كيان أجنبي آخر الدخول إلى مواقع البلاد النووية». (وكالات)