الاحتيال في الأبحاث العلمية | صحيفة الخليج

الاحتيال في الأبحاث العلمية | صحيفة الخليج


«نيويورك تايمز»

يُعد الاحتيال العلمي المنظم مصدر قلق متزايد في الأوساط الأكاديمية، كما أبرزته دراسة حديثة أُجريت في جامعة نورث وسترن الأمريكية، تُسلّط الدراسة الضوء على التوجه المُقلق المتمثل في الأبحاث المُزيفة، والتأليف المدفوع والتلاعب بالاقتباسات، مما يُقوض نزاهة المنشورات العلمية.
ووفقاً لنتائج الدراسة، ازدادت حالات الاحتيال العلمي المنظم في السنوات الأخيرة، مما يُشكل تهديداً كبيراً لمصداقية البحث العلمي وموثوقيته.
وحلل الباحثون المشاركون في الدراسة مجموعة واسعة من المنشورات الأكاديمية في مختلف التخصصات وحددوا أنماطاً تُشير إلى ممارسات احتيالية.
ومن أهم نتائج الدراسة شيوع الأبحاث الملفقة، حيث تُزور البيانات أو تُزيف بالكامل لدعم استنتاجات مُحددة مسبقاً، هذه الممارسة غير الأخلاقية لا تُضلل المجتمع العلمي فحسب، بل لها أيضاً آثار بعيدة المدى على السياسات العامة وصنع القرار بناءً على معلومات خاطئة أو مضللة. وبالإضافة إلى الأبحاث الملفقة، كشفت الدراسة أيضاً عن اتجاه مقلق نحو التأليف والاقتباسات المدفوعة، في بعض الحالات، يُعرض على الباحثين حوافز مالية لإدراج أفراد محددين كمؤلفين في أوراق علمية أو للاقتباس من منشورات معينة، مما يُضخم تأثير البحث وأثره بشكل مصطنع.
ويُعد تنامي الاحتيال العلمي المنظم ظاهرةً معقدةً تُهدد أسس البحث العلمي ومصداقية الأدبيات الأكاديمية ومع تزايد الضغوط للنشر في المجلات العلمية المرموقة وتأمين تمويل الأبحاث، يلجأ بعض الأفراد والجماعات إلى ممارسات غير أخلاقية لتعزيز مسيرتهم المهنية أو أجنداتهم، مما يُعرض نزاهة العملية العلمية للخطر.
وتتطلب معالجة مشكلة الاحتيال العلمي المنظم نهجاً متعدد الجوانب يشمل تعزيز الشفافية والمساءلة والرقابة داخل المجتمع الأكاديمي. يجب على الباحثين ورؤساء تحرير المجلات العلمية وجهات التمويل والمؤسسات التعاون معاً لتطبيق آليات فعالة للكشف عن الممارسات الاحتيالية ومنعها، بما يضمن الحفاظ على النزاهة العلمية على جميع المستويات.
وتُعد دراسة جامعة نورث وسترن بمثابة جرس إنذار للمجتمع العلمي ليبقى يقظاً ضد التهديد الخبيث للاحتيال العلمي المنظم، من خلال تعزيز ثقافة السلوك الأخلاقي وتعزيز النزاهة في ممارسات البحث، ومحاسبة الأفراد على أفعالهم، يُمكننا حماية مصداقية البحث العلمي وسمعته للأجيال القادمة.