مناهج الأزهر: توجيه فكري يرسخ قيم الاعتدال ويدعو إلى نبذ التطرف

الأزهر الشريف: منهجية مستندة إلى الاعتدال والتنوع
ردّ الدكتور عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على الجدل القائم حول منهجية الأزهر الشريف في التعليم، مؤكدًا أن هذه المعادلة الجدلية ليست دقيقة. وأوضح خلال لقائه مع الكاتب خالد منتصر أن القول بأن الأزهر “مفترٍ” أو “مفتَرَى عليه” هو حكم خاطئ تمامًا.
وأكد هندي أن الأزهر ليس مجرد كيان غامض، بل هو مؤسسة عريقة تتمتع بمنهج علمي راسخ في فهم وتدريس الدين الإسلامي. ويمتاز هذا المنهج بتفوقه على مناهج الجماعات المتطرفة التي تخلط بين الدين والتشدد.
وأشار إلى أن منهج الأزهر يقوم على تعددية المذاهب الإسلامية، حيث يعتمد على المذاهب الأربعة السنية ويعلي من قيمة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر. وأكد أن من يزور جامع الأزهر يُدرك مدى التعددية والانفتاح الفكري تجسدها المآذن المتعددة التي تعبر عن هذا الرمز.
كما شدد على أن فهم الأزهر للعقيدة الإسلامية يرتكز على التكامل بين النقل والعقل، على عكس الجماعات التي تقتصر على النصوص دون تأويل أو اجتهاد. وبيّن أن الأزهر يدرس السنة النبوية دراسة نقدية، ويعتمد منهجًا علميًا دقيقًا في علم الحديث، مشيرًا إلى جهود العلماء في نقد شروح البخاري وتصحيحها على مدى أكثر من تسعين عامًا.
وأشار هندي أيضًا إلى أن أكثر من 45 ألف طالب من 112 دولة يدرسون في الأزهر، مما يعكس الثقة الكبيرة التي تتمتع بها هذه المؤسسة، وهو ما يعبر عن إدراك الدول لقوة منهجها واعتداله.
في ختام حديثه، أكد الدكتور عبد الغني هندي أن مناهج الأزهر لا تُعزز الإرهاب أو التطرف، بل تُعتبر بيئةً مقاومة للفكر المتشدد ومصدرًا لتكوين عقلية علمية منضبطة قادرة على مواجهة دعاوى العنف والتكفير.
تعليقات