قصص بسيطة للغاية: نوح في ‘10’ يتحدث عن العجز كأقصى قوة لديه

في طريق إسماعيلية – القاهرة، وفي ليلة مظلمة من ليالي يناير عام 2011، تجمعت أعداد كبيرة من الشباب الحائرين. بينهم كان رضوان وأنا، غير قادرين على التحرك في ظل الوضع المتأزم الذي يحيط بنا. كانت الأضواء الوحيدة تأتي من كشافات سيارات الشرطة، وسط بدء البرد القارس الذي يسيطر على المكان. تقاتل الناس للصمود في انتظار قرار الضابط المسؤول الذي يحكم قبضته على الوضع، حيث كان هناك أكثر من مائة فرد من مختلف الحالات الاجتماعية والمهنية، ينتظرون مصيرهم.
الوضع في الشارع المصري
تداولت الأحاديث حول المشهد العام في البلاد، حيث أفادت الأنباء بأن المتظاهرين قد أقدموا على إحراق مراكز الشرطة في الإسكندرية، وفي السويس استولوا على أسلحة قسم الأربعين. كما سرت شائعات عن تفجير مبنى أمن الدولة في رفح واقتحام سجن أبو زعبل. بينما كان السؤال الأهم: ما الذي يفعله هذا الكمّين في هذه الظروف؟
تجربة مرور الكمين
اقتربت من الضابط، قائلاً: “يا باشا، نحن صعايدة نعمل في البناء، واجهتنا بلطجية أخذوا كل شيء حتى أوراقنا.” كان الضابط يراقبني بنظرة سريعة قبل أن يعود لمتابعة عمله. لم أكن أؤمن أن الوضع سيئ إلى هذه الدرجة.
الموقف | التفاصيل |
---|---|
عدد الأشخاص في الشارع | أكثر من 100 شخص |
حالة الأمن | فوضى وعنف |
درجات الحرارة | بارد جداً في الليل |
المأوى المؤقت
مع اقتراب الزمان إلى منتصف الليل، قررنا أن نتحرك، وبحثنا عن كافتيريا بالقرب. دخلنا إلى “كافتيريا الأبطال” التي وجدت فيها بعض الجنود. رغم المخاطر، كانت الأجواء تعكس طيبة البشر، حيث تبادلنا الطعام معًا.
زيارة غير متوقعة
بينما كنا نشرب الشاي، فوجئنا بشخص عرفني، كان يدعى أنه مدين لي بثلاث سنوات من المساعدة. تذكرت الموقف الذي جمعني به منذ زمن بعيد. لقد فتحت له قلبي، رغم إنني كنت بحاجة للاختباء أكثر من أي شيء آخر. قدم لنا الطعام والماء، ولكنه أصرّ على أننا يجب أن ننام لأنه سيكون لدينا يوم طويل غدًا.
العودة إلى الوطن
صباح اليوم التالي، أعدنا للهروب عبر عربة خضار، حامدين الله على ما قد تمكنا من الحصول عليه. ولكن مع ارتفاع أسعار الأجرة للسفر، تبددت الأحلام مع الزيادة الكبيرة في تكاليف النقل. في طريقنا، كان صوت كاسيت سيارة البيجو يعزف أغاني تتحدث عن الأمل وصعوبة الأيام، تخللتها نسمات من الذكريات.
أخيرًا، بعدما غابت الشمس، وبدون أية خطط واضحة، وجدت نفسي أمام باب بيتي، أخيرًا تصلني عائلتي، لكن المفاجأة كانت أنني تعثرت عند دخول العتبة لأجد نفسي تحت قدم من أحببتها.
تعليقات