قصص يومية ملهمة: نوح «10» وكفاحه بين القوة والعجز

تحت جنح الظلام وفي أجواء مشحونة بالقلق والرعب، وُلِدَت أحداث قصة قد تعكس جزءًا من معاناة الشعب المصري في اللحظات الحرجة التي مر بها. فقد نزلت من الميكروباص، وكان إلى جانبي رضوان، حيث وجدنا أنفسنا محاطين بأعداد كبيرة من الأشخاص، من لا يمتلكون بطاقات الهوية، ومن لم يثبتوا موقفهم من التجنيد، فضلاً عن أولئك الذين أُلقي القبض عليهم بتهم تتعلق بالمخدرات. في أجواء الليل الكاحلة، وتحت أشعة كشافات سيارات الشرطة، كانت الأجواء تعكس حالة من التوتر الشديد.
الأحداث المتتالية
تدور الأحاديث بين المتواجدين حول الأخبار المتداوَلة، إذ يشير البعض إلى اندلاع حرائق في مراكز الشرطة بالإسكندرية، والسيطرة على أسلحة أقسام الشرطة في مدن أخرى. يبدو أن الأمن قد انفلت، وأصبح الخطر يحيط بالجميع.
يساورني التساؤل: ما الذي يدفع هذا الضابط للاستمرار في عمله رغم إدراكه لحالة الفوضى التي تعمّ البلاد؟ تقدمت إليه، وقد شعرت بقلبي يرتجف: “يا باشا، نحن من صعيد مصر ونعمل في البناء، وقد تعرضنا للسطو من بلطجية”. لم يلقِ بي اهتمامًا كبيرًا وأعادني إلى الانتظار بين الحشد.
لاحقًا، وبعد محادثات سريعة، أشار الضابط لنا بأن نذهب، وقام بإعطائنا بعض المال، مما أثار لدينا حالة من الدهشة والامتنان. فكرت في إخبار الضابط أنني هارب من السجن، لكنني لم أستطع. كانت هناك حالة من الإرباك، فقررت أن أغادر.
نحو الأمل
توجهنا إلى كافتيريا الأبطال، بحثًا عن الطعام، حيث وجدنا مجموعة من الجنود. جلسنا معهم، وتناولنا الطعام، لكننا شعرنا بالقلق من أن يتم القبض علينا. كان علينا أن نبحث عن مكان نكون فيه في أمان.
خططت على مدى السنوات الماضية لعدم العودة إلى “ضرار”، ولكن الآن أصبح السجن هو المأوى الوحيد المتبقي. دخلنا كافتيريا أخرى، ورغم عدم رغبتنا في الطعام، إلا أن الحظ كان إلى جانبنا حين قابلنا رجلًا طيبًا أصرّ على مساعدتنا.
تجربة في الكافتيريا
- قدم لنا طعامًا شهيًا وكرمًا لم نتوقعه.
- أعطى كل واحد منا بطانيات للنوم.
- استعد لإيصالنا إلى حيث نرغب.
رغم القلق الذي يعتصرنا، ظللنا نعيش على أمل الخروج من هذه الأوضاع الصعبة.
العودة إلى “ضرار”
لم أدخل ضرار منذ عشر سنوات، وكلما اقتربت من باب منزلنا، تسارعت نبضات قلبي. همست: “نوح”، فتحت لي أختي حليمة. لكن لحظتي لم تكن سهلة، فقد تعثرت وسقطت، لأجد نفسي أمام صابرة، التي واجهتني بكلمات قاسية.
في هذه اللحظات، تتداخل مشاعر القلق والحنين، وعليك أن تتساءل: كيف نمضي قدمًا في عالم تسوده الاضطرابات؟
تعليقات