مستعمر يستغل المصريين وينهت ثروات وطنهم: قصة القمع والنهب

مستعمر يستغل المصريين وينهت ثروات وطنهم: قصة القمع والنهب


في تاريخ العلاقات المصرية البريطانية، يبرز إيفلين بارنج المعروف بلقب لورد كرومر كأحد الشخصيات المثيرة للجدل. وُلِد في عائلة ألمانية الأصل في 26 فبراير 1841، حيث انتقلت أسرته إلى لندن وارتبطت بالطبقة الحاكمة عبر الزواج. بعد تخرّجه من أكاديمية عسكرية، انطلق في حياته المهنية من الهند إلى مصر، حيث عُيّن مندوباً سامياً لمدة أربعة وعشرين عاماً، وهي الفترة التي شهدت خلالها مصر الكثير من المحن تحت وطأة الاستعمار البريطاني.

الاحتقار الشعب المصري

يكشف التاريخ عن موقف كرومر من الشعب المصري، إذ احتقره واعتبره أقل شأناً، فأسس محكمة مختصة لقضايا مقاومة الاحتلال. استخدم هذه السلطة لقمع أي حركة وطنية أو ثورية، مما جعله هدفًا لانتقادات الوطنيين, وفي مقدمتهم مصطفى كامل الذي كشف عن انتهاكاته في مقال شهير بجريدة “الفيجارو” الفرنسية، مما أدى إلى عزله تحت ضغط الرأي العام الأوروبي.

مسيرة كرومر الاستعمارية

بعد وصوله إلى مصر عام 1883، بدأ كرومر بإرساء قواعد الاستعمار البريطاني، مُعتمداً على دعوات لتحسين الأوضاع الاقتصادية الزراعية من أجل تعزيز الاحتلال. بينما قدّم وعودًا بالإصلاح، كان هدفه توفير عائدات ضخمة إلى خزائن بريطانيا. يصف دكتور رءوف عباس إصلاحاته بأنها كانت لزيادة إنتاج القطن وليس تحسين حياة الفلاحين.

تفاعلات مع الخديو

عندما تولى الخديو عباس حلمي الثاني السلطة، حاول أن يستعيد بعض حقوقه التي اغتصبها الاحتلال، مما أدى لصراعات مباشرة مع كرومر. واجه الخديو تحديات عديدة في محاولاته لاستعادة النفوذ، بما في ذلك إبعاد الوزراء الذين كانوا يعتبرون أدوات بيد الإنجليز.

جريمة دنشواي

أحد أبرز حوادث القمع تحت حكم كرومر كانت جريمة دنشواي. ففي عام 1906، أقامت السلطات البريطانية محكمة وجّهت الاتهام إلى الفلاحين الذين تصدوا لضباط إنجليز تصادف أنهم كانوا يصيدون الحمام. هذه القضية أثارت سخطاً شعبيّاً استدعى ردود فعل قوية من الوطنيين، لكنّ محاولة كرومر لقمع هذه الانتقادات انتهت بفشله، وأثبتت خطابه الاستعماري زيفه أمام العالم.

السنة الحدث
1841 ولادة إيفلين بارنج
1883 بدء فترة ولاية كرومر في مصر
1906 حادثة دنشواي
1907 عزل كرومر ومغادرته مصر

وبينما عُدّت فترة كرومر فترة صعبة على المصريين بكل فئاتهم، فإن استجابة الحركة الوطنية يمكن اعتبارها بداية تغييرات جوهرية في الحياة السياسية في مصر. لقد أظهرت هذه الأحداث أن الشعوب قادرة على مواجهة قوى الاحتلال، وأن الأمل في الاستقلال كان أقوى من السلاسل التي كُبّلت بها. ستضل أحداث عهد كرومر محط اهتمام مؤرخين ودارسين لتظل شاهدة على مقاومة الشعوب ضد الاستعمار.