مصر تعبر عن دعمها وتعلن اتفاقًا لمعارضة التوجه الإثيوبي

مصر تعبر عن دعمها وتعلن اتفاقًا لمعارضة التوجه الإثيوبي


الحرص على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه يعد أمرا حيوياً في إطار تعزيز الأمن والاستقرار، وهو ما تؤكده الرسائل القوية التي بعثتها مصر إلى السودان خلال الزيارة الرسمية الأولى لكامل الطيب إدريس، رئيس مجلس الوزراء الانتقالي في السودان، منذ توليه منصبه في مايو الماضي. هذه الزيارة تمثل علامة بارزة في العلاقات بين البلدين، وتأتي في وقت يتسم بالتحديات الكبيرة التي يواجهها السودان.

زيارة تاريخية تعكس عمق العلاقات

عبر رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، عن تقديره البالغ لتقديم مصر كأول دولة يختارها إدريس للزيارة، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وحرصهما المشترك على تعزيز التعاون في مجالات عدة.

التحديات الإنسانية والأمنية في السودان

يعيش السودان منذ منتصف أبريل 2023 حالة من الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى فقدان عشرات الآلاف من الأرواح ونزوح الملايين داخل وخارج البلاد. وفي هذا السياق، تجدد التأكيد على دعم مصر المبدئي لوحدة السودان وسلامتنا أراضيه، بما يتماشى مع الجهود الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار.

التعاون المصري السوداني في عدة مجالات

تم خلال الاجتماع مناقشة تطوير العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسودان، مع التركيز على ملفات مثل:

  • إعادة الإعمار في السودان.
  • التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.
  • تطوير التعاون الصحي من خلال زيادة القوافل الطبية والاستشارات.
  • مياه النيل وتنسيق الرؤى بين البلدين حول القضايا البيئية.

آفاق التعاون المستقبلي

أبدى كلا الجانبين اهتماماً بتعزيز التعاون في قطاعات النقل والربط الكهربائي، بما يسهم في فتح آفاق جديدة للتجارة والازدهار بين البلدين. ورحب مدبولي بالوفد السوداني معبراً عن أمله في تكرار الزيارات لتعميق العلاقات.

إجماع حول القضايا الإقليمية

في سياق القضايا الإقليمية، أكد الرئيس المصري على الرفض القاطع للنهج الأحادي الإثيوبي في إدارة مياه النيل الأزرق. وقد اتفق الطرفان على أهمية التنسيق المشترك لحل النزاعات وتعزيز التعاون بين دول حوض النيل للحفاظ على مصالح دولتي المصب.

التحديات المستمرة في السودان

تستمر المعارك في السودان حيث تسيطر كل من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على أجزاء مختلفة من البلاد. وأدى ذلك إلى أزمة إنسانية كبيرة، حيث يتجاوز عدد النازحين 14 مليون شخص. تدعم مصر منذ بداية الصراع القيادة السودانية، حيث تحاول الاحتفاظ بسلاسة العلاقات وتهيئة الظروف الملائمة لتعزيز التعاون والتنمية.

قبل ختام الزيارة، قام إدريس بدعوة مدبولي لزيارة السودان، مما يعكس الإرادة المشتركة بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي وتحقيق التنمية المستدامة. وبهذا، تعتبر زيارة إدريس لمصر انطلاقة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين، تأسيساً على التاريخ المشترك والمصالح المتبادلة.