كيف أقال المفوض البريطاني الخديو عباس الثاني بقرار كتابي: تفاصيل الحدث المفاجئ

شخصيات لها تاريخ «73» تتحدث عن أحد أبرز الشخصيات التاريخية في عصر الاستعمار البريطاني، الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ مصر. وُلِد هذا الرجل في عائلة عسكرية، حيث كان والده ضابطًا في الجيش البريطاني، بينما كانت والدته ابنة كاهن معروف في عصره. عُرف بتوجيه برقية للمعتمد البريطاني، كانت من بين الأسباب الأساسية لتعطيله من دخول مصر. تولى منصب سردار الجيش المصري، ما يعادل منصب رئيس الأركان، مدعومًا من اللورد كرومر وعدد من الضباط الإنجليز، مما أدى إلى صراعه مع الضابط الوطني محمد ماهر وكيل وزارة الحربية. كان له دور بارز في أعمال مسح أرض فلسطين ورسم خرائط لها، والتي أصبحت مرجعًا لترسيم حدود بلاد الشام، ونُشرت في ثمانية مجلدات.
الإمبراطورية البريطانية وخلفيات الاحتلال
تأسست الإمبراطورية البريطانية على غزو الشعوب ونهب ثرواتها، حيث ارتكب جنودها العديد من المجازر بحق المدنيين. كان من بين هؤلاء الجنود، لورد كتشنر، الذي لعب دورًا رئيسيًا في الاحتلال البريطاني لمصر والسودان في القرن التاسع عشر. عُين كتشنر في عدد من المناصب الرفيعة، بما في ذلك المعتمد البريطاني في القاهرة، وكان من بين المسؤولين الذين كتبوا برقية احتجاج ضد الخديو عباس حلمي الثاني، وكانت تلك البرقية السبب في عزله عن العرش في عام 1914، وهو العام نفسه الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الأولى.
كتشنر: تاريخ من الصراع والاستعمار
دخل هربرت كتشنر إلى تاريخ مصر والعالم العربي كأحد رموز الاستعمار البريطاني، رغم نشأته في إقليم أيرلندا الذي قاوم الاحتلال البريطاني. تلقى تعليمه في سويسرا، ثم التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية وشارك في حروب عدة. كُلف بمهمة مسح فلسطين، وقد أعدّ الخرائط الطوبوغرافية التي لا تزال مرجعًا حتى اليوم.
موقفه من الحركة المهدية
تأسست الحركة المهدية في السودان خلال الفترة من 1881 إلى 1899، برئاسة الشيخ محمد أحمد المهدي. كانت هذه الحركة تهدف إلى تحرير السودان من الحكم التركي والمصري. بينما كان كتشنر يتولى قيادة قوات الاحتلال، أظهر تحديًا كبيرًا وتحمل مسؤولية كبيرة في معركة مع جيش الأنصار الذين كانوا يواجهون الاحتلال.
تحديات في القيادة العسكرية
بعد هزيمة الثورة العرابية، أُعيد تشكيل الجيش المصري، وكان كتشنر، ببراعته العسكرية، هو من تولى قيادة هذا الجيش في فترة محورية. تسبب صدامه الأول مع الخديو عباس حلمي الثاني بسبب تعيينه الضابط الوطني محمد ماهر وكيل الحربية، مما أدى إلى توتر العلاقات بينهما.
البرقية السياسية والموقف المصري
كتشنر، بعد قيامه بجولة تفقدية في الجيش، اكتشف عدم ارتياح الضباط الإنجليز بسبب انتقادات الخديو لقيادة الجيش. أرسل العديد من البرقيات إلى المعتمد كرومر حول حالة الجيش، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين الاحتلال البريطاني والإدارة المصرية.
- تحليل مفصل عن العلاقات بين الخديو عباس وكبار الضباط الإنجليز.
- تناقض المصالح بين الاستعمار البريطاني والقيادة المصرية.
- دور وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام حول أحداث تلك الفترة التاريخية.
كان لكتشنر دور بارز في إحداث تغييرات عديدة في تركيبة الجيش المصري، مما أثر بشكل مباشر على النظام العسكري والسياسي في مصر. حيث أظهر تجاربه السياسية والإدارية قوة الاحتلال البريطاني، ورغم المحاولات المستمرة لاستعادة السيطرة من قبل الخديو عباس حلمي الثاني، إلا أن هذه النزاعات أدت في النهاية إلى تعميق الفجوة بين الشعب المصري والاستعمار البريطاني.
في 20 و21 ديسمبر 1914، أُعلنت الحماية الإنجليزية رسميًا على مصر، منهيةً بذلك الخلافات السياسية، وأعلنت تولي البرنس حسين كامل سلطنة البلاد. ورغم تلك التحولات، استمر الشعب المصري في كفاحه ضد الاحتلال البريطاني، مستندًا إلى تاريخه وتراثه الباسل.
تعليقات