مى حمدى منصور تستعرض تراث عمها شاعر النصر ومؤلف ‘حدوتة مصرية’ في برنامج ‘عالم’

يُعَد الشاعر الغنائي المصري عبد الرحيم منصور واحدًا من أبرز الأسماء في تاريخ الأغنية المصرية، وقد كتب العديد من الأغاني التي خلدت ذكرى نصر أكتوبر، وتميز بحضور قوي وبصمة خاصة في عالم الأدب والفن. وُلد منصور في عائلة بسيطة في محافظة قنا، حيث كانت والدته زينب الخلاوي هي المحفز الأساسي لإبداعه، وقد تُوفيت بعد أربعين يومًا من رحيله.
نشأة عبد الرحيم منصور
لم تعاصر الشاعرة والكاتبة الصحفية مي منصور عمها، لكن والدها الشاعر حمدي منصور، أوقف حياته بعد وفاة شقيقه عبد الرحيم في 28 يوليو 1984. مي، التي تتذكر عمها، قررت أن تحتفي بإرثه الثقافي، مستكشفة تفاصيل حياته ومسيرته الفنية. وُلد عبد الرحيم في أسرة فقيرة، وتأثرت موهبته بشكل كبير بتلحين والدته الأشعار التي كانت تُرددها، مما أثر بشكل واضح على شخصيته الشعرية.
تأثير البيئة الشعبية على منصور
نشأ عبد الرحيم في بيئة غنية بالموروثات الشعبية، حيث كانت الاحتفالات بالمولد النبوي ومولد سيدي عبد الرحيم القناوي جزءًا لا يتجزأ من حياته اليومية. كان عازفو الربابة والمغنون الشعبيون يشكلون جزءًا من ثقافة قريته، مما ساهم في تشكيل ذائقته الفنية.
علاقة منصور بالفن
التقت حياته بالفنانين العمالقة مثل ورده وبليغ حمدي، حيث أسهم في كتابة العديد من الأغاني الوطنية، مثل “وأنا على الربابة بغني”. كان منصور يكتب لكثير من الفنانين كعفاف راضي ونجاة التي لحن لها بليغ. كان مدفوعًا بحبه لوطنه، وعبر عن هذا من خلال أعماله التي كانت تعكس مدى ارتباطه بجذوره.
تجربته مع محمد منير وأحمد منيب
تعتبر تجربة عبد الرحيم منصور مع محمد منير وأحمد منيب أكثر تجاربهم غنى وإثراء. بدأت هذه العلاقة في أسوان حيث تمكن منصور من اكتشاف موهبة منير، وكتب له العديد من الأغاني مثل “شجر الليمون” و”علموني عليكي”. ساهمت تلك التجربة في تطوير مسيرتهم الفنية أعطت الجمهور العديد من الأغاني المحبوبة.
حياته الشخصية وتعاملاته الإنسانية
كان عبد الرحيم منصور إنسانًا بسيطًا وصادقًا في علاقاته مع الآخرين. تميز بالكرم والنبل، حتى أن أكبر مشاكله مع زوجته كانت بسبب إنفاقه كل ما يملك على أصدقائه وعائلته. كان يحمل في قلبه حبًا كبيرًا للناس، خاصة لأهله في قنا، حيث كانت وصيته أن يُدفن هناك. كان يرى في والدته مصدر إلهامه، ويعتبر عينيها سر إبداعه.
الرحيل والأثر الباقي
توفي عبد الرحيم في 28 يوليو 1984، تاركًا أثرًا عميقًا في قلوب محبيه. لم يكن يوم وفاته يومًا عاديًا، بل كان نقطة تحول في حياة العديد من الأشخاص الذين عرفوه. فقدت والدته عقلها بعده بأشهر قليلة، كأن حياتها توقفت بوفاته. كانت الأغاني التي كتبها تعبر عن حبه العميق لوطنه، وذكراه ما زالت تعيش بيننا.
التاريخ | الحدث |
---|---|
28 يوليو 1984 | وفاة عبد الرحيم منصور |
26 أغسطس 1984 | وفاة والدته زينب الخلاوي |
تجسد كلمات عبد الرحيم منصور تجاربه الإنسانية، حيث كان يقلب الصفحات في حياة كل من عرّفهم وأحبهم. فعندما رحل، ترك خلفه عبق ذكرياته وأغانيه التي تعبر عن الفخر والاعتزاز بالهوية المصرية.
تعليقات