تجميد القرار: فرصة مميزة | حصة سيف

تجميد القرار: فرصة مميزة | حصة سيف


تجميد العمل بقرار رئيس جامعة الإمارات بشأن تطبيق الرسوم الدراسية لطلبة البكالوريوس، كان خبراً أثلج الصدور وطمأن أفراد المجتمع لمستقبل التعليم الجامعي لأبنائهم، بعد أن تفاجأ الجميع بقرار تطبيق الرسوم للطلبة لأول مرة، خصوصاً أن جامعة الإمارات هي الجامعة الأم التي جمعت كل الطلبة منذ نشأتها في عام 1976، تقدِّم خدماتها بالمجان وهي منارة العلم التي احتضنت ووجهت مستقبل الطلبة العلمي من مختلف إمارات الوطن منذ ذلك الحين إلى اليوم.
وأسهم خريجو الجامعة من أكثر من خمسة عقود مضت في نهضة البلاد ومؤسساتها وفرض رسوم للدراسة فيها قد يُحجم الكثير عن الانضمام لمقاعدها، سيما مع ارتفاع تكاليف المعيشة والجامعة التي أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، تحظى بمكانة كبيرة في نفوس أبناء الوطن وهي أول جامعة في الدولة وخرّجت إلى الآن أكثر من 77 ألف خريج وخريجة ويدرس فيها حالياً أكثر من 17 ألف طالب وطالبة وتكاد تكون الوحيدة إلى يومنا هذا التي تجمع الطلبة من مختلف الإمارات تحت سقف واحد وتعرَّف الكثير من الطلبة من شتى الإمارات إلى بعضهم على مر تلك السنوات والأجيال وإلى الآن ما زال بينهم روابط وثيقة لا تنقطع، خاصة وقد جمعهم السكن في غرف واحدة واجتمعوا على مقاعد الدراسة والسكن وكونوا علاقات لا تتأثر على مر الزمن.
وقرار تطبيق الرسوم، بما يشمل من تفاصيل تكلفة كل ساعة معتمدة في التخصصات المختلفة في الجامعة، يعطي الطلبة وذويهم والمجتمع حقائق حول ما توفره دولتنا الحبيبة، بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، من خدمات تعليمية باهظة التكلفة لأبنائها ولا تبخل عليهم بتطوير مهاراتهم منذ تأسيس الدولة إلى يومنا هذا وما نتطلع إليه مستقبلاً من كوادرنا وأجيالنا المقبلة من رد الجميل للوطن المعطاء وكيف لا يترسخ الولاء والانتماء للوطن وهو لا يبخل عن تقديم الغالي والنفيس لأبنائه، في ظل توجيهات قيادتنا الرشيدة.
تجميد القرار جاء لمصلحة الوطن ولمستقبل التعليم العالي وستظل دولتنا الغالية تعلي من شأن طلب العلم وتوفيره لأبنائها، سواء كان داخل الدولة أو خارجها، لتمكن الأجيال القادمة من خدمة المجتمع وفق أعلى الإمكانات العلمية والتقنية المتاحة ويزدهر الوطن على أيدي أبنائه وكيف لا؟!، ونحن نراهم متقلدين شتى المناصب بعد أن أثبتوا جدارتهم بالمكانة التي وصلوا إليها بجهدهم وعملهم، بل وسعوا إلى إكمال دراستهم العليا ليتمكنوا من تقديم الأفضل لوطنهم ويحققوا ما تطمح إليه قيادتنا الحكيمة من تقديم الخدمات المثلى لأفراد المجتمع، فهنيئاً لنا بتلك العلاقة الأبوية التي تربط الشعب بحكامه.

[email protected]