نحو التحرر: رؤية جديدة لصورة مصر الأمن القومي

تشهد مصر في الآونة الأخيرة محاولة واضحة لتشويه صورتها على الساحة الدولية، وذلك عبر برامج التواصل الاجتماعي. هذه الحملات المشبوهة تندرج ضمن مؤامرات تستهدف زعزعة الاستقرار وزيادة الانقسام في صفوف المجتمع المصري.
الوسائل الرقمية وعواقبها
تُعَد وسائل التواصل الاجتماعي منصات متاحة للجميع، إلا أن بعض الأفراد يستغلونها لنشر أجندات خفية تهدف إلى تحريك الرأي العام من خلال موجات من المحتوى المضلل والمسيء. وكأنها معركة خفية تُدار من خلف الشاشات، حيث يصبح المتورطون في هذه الحملات أدوات في أيدي الجهات التي تسعى لتشويه صورة مصر. لقد وصلت ممارساتهم إلى حد ارتكاب جرائم علنية، مما يشكل تهديدًا خطيرًا لسمعة البلاد ويجعل من الصورة النمطية عنها في الخارج أكثر سوءًا.
الأثر الضار على السياحة والاستثمار
مع تصاعد هذا النوع من المحتوى، يعاني القطاع السياحي والاستثماري في مصر من تداعيات سلبية، حيث كانت وسائل التواصل في بدايتها ساحة للتعبير وتبادل المعلومات، لكنها بدأت تتحول إلى فوضى وانفلاتٍ للقيم. في حين أن الدول الكبرى تستخدم هذه المنصات ببراعة لبناء سمعتها وتعزيز صورتها، نجد أن بعض المصريين يساهمون، سواء عن قصد أو دون قصد، في نشر الأزمات وزعزعة الثقة لدى المواطن.
فرص التنمية وسط التحديات
على الرغم من هذه التحديات، لا يمكن إغفال أن وسائل التواصل الاجتماعي تحمل أيضًا فرصًا حقيقية للتنمية، فهي أداة فعالة لتعلم اللغات والمهارات المهنية، فضلاً عن نشر الوعي بالقضايا المجتمعية.
- تعليم المهارات الحياتية والعملية.
- نشر الوعي حول الصحة النفسية والبدنية.
- تقديم خدمات إنسانية وطبية عاجلة.
- تنظيم المبادرات التطوعية لدعم الفئات المحتاجة.
معركة الوعي والهوية
يواجه المجتمع المصري تحديات اقتصادية وسياسية، ولكن الأهم من ذلك هو المعركة من أجل الوعي والهوية والصورة الذهنية. وفي عصر تسود فيه الصورة على الكلمة، يجب علينا إدراك خطورة ما يُنشر وما يُستقبل من المعلومات، وما يُصدر عن مصر للعالم.
ضرورة المحاسبة والتشريع
من الضروري أن يتم محاسبة الأفراد المتورطين في الإساءة المتعمدة، بالإضافة إلى وضع أطر قانونية واضحة تميز بين حرية التعبير والفوضى الأخلاقية والإجرامية. ينبغي إجراء تحقيقات سريعة عند ظهور أي ظواهر سلبية قبل أن تتفشى وتصبح من الصعب السيطرة عليها.
إن سمعة مصر تُعَد جزءًا من الأمن القومي، لذا لا ينبغي الاستهانة بتأثير وسائل التواصل التي تفوق تأثير الإعلام التقليدي.
تعليقات