السلام بين أذربيجان وأرمينيا: ضرورة تحقيق توازن المصالح لتحقيق استقرار طويل الأمد

في أعقاب المحادثات بين زعيمي أذربيجان وأرمينيا في العاصمة الأمريكية واشنطن، أدلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بتصريحات توضح أهمية تحقيق مصالحة بين باكو ويريفان، حيث يجب أن ترتكز هذه المصالحة على توازن المصالح وتتناسب مع السياق الإقليمي المعقد.
أهمية توقيع اتفاقية السلام
وأفادت زاخاروفا، وفقًا لتقارير شبكة “تاس” الروسية، بأن “توقيع اتفاقية السلام وإقامة علاقات دولية بين أذربيجان وأرمينيا ودخولها حيز التنفيذ سيكون له أهمية كبيرة في إرساء السلام بين جمهوريتي جنوب القوقاز”.
ضرورة التوازن واحترام الأولويات
كما أكدت الدبلوماسية الروسية أنه ينبغي دمج عملية المصالحة بين البلدين في السياق الإقليمي، والاعتماد على توازن المصالح، مع احترام الأولويات لكل من الأطراف والدول المجاورة. وأوضحت قائلة: “إن أفضل طريقة لحل مشاكل جنوب القوقاز تكمن في إيجاد وتطبيق الحلول التي وضعتها دول المنطقة نفسها، بدعم من جيرانها المباشرين.”
تعزيز أجندة السلام
وأشارت زاخاروفا إلى أن مشاركة الجهات الفاعلة غير الإقليمية يجب أن تعمل على تعزيز أجندة السلام، مع تجنب خلق صعوبات جديدة أو خطوط فاصلة إضافية. وفي هذا السياق، شددت على أهمية تفادي التجربة المؤلمة المرتبطة بالمساعدات الغربية في حل النزاعات في مناطق أخرى، مثل الشرق الأوسط.
البعثة الأوروبية في أرمينيا
ذكرت زاخاروفا كمثال على التحديات المترتبة، وجود بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي في أرمينيا، مضيفة أن أنشطة هذه البعثة تثير الاستياء في مناطق أخرى، ما يساهم في تعقيد الأوضاع بدلاً من تحسينها.
السياق الإقليمي ودور الدول المجاورة
يتطلب الوضع الحالي في جنوب القوقاز تنسيقًا وثيقًا بين الدول المعنية، لا سيما روسيا وإيران وتركيا، التي تلعب دورًا رياديًا في تعزيز الاستقرار وتوجيه العملية السلمية. إن تحقيق السلام ليس مجرد مسألة ثنائية بين أذربيجان وأرمينيا، بل يتطلب أيضًا مشاركة فعالة من القوى الكبرى في المنطقة.
الدولة | الدور |
---|---|
روسيا | الداعم الرئيسي للمفاوضات وتحقيق السلام |
إيران | مراعاة المصالح الإقليمية والتفاعل مع جيرانها |
تركيا | مشاركة فعالة في تعزيز الحوار الإقليمي |
إن مستقبل السلام في جنوب القوقاز يعتمد إلى حد كبير على مدى نجاح الأطراف في الاستفادة من هذه الفرص، وتعزيز التعاون بين الدول المجاورة، بجانب وضع حد للنفوذ الخارجي الذي قد يعقد الوضع أكثر.
تعليقات