القمة العربية الاستثنائية في القاهرة: مناقشة الغزو العراقي للكويت وتبعاته

القمة العربية الاستثنائية في القاهرة: مناقشة الغزو العراقي للكويت وتبعاته


في العاشر من أغسطس عام 1990، شهدت العاصمة المصرية القاهرة انعقاد مؤتمر القمة العربي الثالث والعشرين، والذي يُعتبر المؤتمر الثامن بين المؤتمرات غير العادية. جاء هذا المؤتمر في ظل ظرف عربي طارئ وحرج لم تشهده المنطقة منذ عقود، وذلك إثر الغزو العراقي للكويت الذي وقع في الثاني من أغسطس من نفس العام. استمر المؤتمر ليومين، وقد عُقد في التاسع من أغسطس، حيث أعرب عن موقف الغالبية العظمى من الدول العربية تجاه هذا الغزو، وأصدر مجموعة من القرارات المهمة.

موقف الدول العربية من الغزو

أدان المؤتمر العدوان العراقي على دولة الكويت، رافضًا نتائجه، وأكد على سيادة الكويت واستقلالها وسلامتها الإقليمية. كما شجب التهديدات العراقية لدول الخليج العربية، وأكد على التضامن العربي واستجابةً لطلب المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، تم التوافق على نقل قوات عربية لمساندة الكويت.

التطورات العسكرية في الكويت

في الثاني من أغسطس 1990، اجتاحت قوات كبيرة من الجيش العراقي الكويت، حيث سيطرت على المرافق الأساسية مثل البلاط الأميري ووسائل الإعلام، وارتكبت فظائع إنسانية عدة. نصب العراق حكومة صورية تحت قيادة علاء حسين، زاعمًا دعمها لانقلاب كويتي، بينما اعتبرت الكويت المحافظة التاسعة عشرة للعراق.

ردود الفعل الدولية

بعد ساعات من الغزو، طالبت الكويت والولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، حيث صدر القرار رقم 660 الذي أدان الاجتياح وطالب بانسحاب القوات العراقية. تبع ذلك القمة الطارئة للجامعة العربية، التي كان هدفها اتخاذ قرارات بشأن هذا الغزو. رغم صدور سلسلة من القرارات من مجلس الأمن والجامعة العربية، كانت مواقف الدول العربية متباينة. حيث أعلن كل من الأردن واليمن تأييدهم للعراق، بينما تحفظت الجزائر وتونس ومنظمة التحرير الفلسطينية وموريتانيا والسودان وليبيا. في المقابل، ساند الكويت كل من السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان ومصر وسوريا والمغرب.

الائتلاف الدولي ضد العراق

شكلت الدول العربية ائتلافاً عسكرياً من 34 دولة لمواجهة العراق وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية دون قيد أو شرط. وقد استمر الاحتلال العراقي للكويت لمدة سبعة أشهر، لينتهي بتحرير الكويت في السادس والعشرين من فبراير عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية.

دروس من الأزمة

تعكس أحداث الغزو العراقي للكويت أهمية التضامن العربي في مواجهة التحديات، حيث أظهرت كيف يمكن أن توحد المصالح المشتركة الدول العربية ضد الاعتداءات الخارجية. كما تسلط الضوء على دور مجلس الأمن في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وتبرز أهمية التنسيق بين الدول العربية لتعزيز الردود الفعلية على الأزمات المستقبلية.