البث على المنصات: الواجب المهني والأخلاقي الذي يجب على الجميع الالتزام به

أكد أستاذ التخطيط والتنمية بجامعة الفيوم، الدكتور صلاح هاشم، أن بعض القوى العالمية تسعى إلى تحويل العالم إلى قرية كونية من خلال توحيد لغة البشر، مما يؤثر سلبًا على التعددية الثقافية ويحد من التنوع الحضاري. وتستغل هذه القوى وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لاختراق المجتمعات تحت مظلة العولمة المفرطة.
أبعاد تهديد العولمة
وفي نفس السياق، أضاف الدكتور هاشم في حديثه لبرنامج (هذا الصباح) أن تدمير منظومة القيم يمهد لتفكيك الدولة السياسية. وأكد أن استعمار العقول يعد أكثر خطورة من استعمار الأرض، إذ يمكن تحرير الأرض بينما يظهر تحرير الفكر كعملية أكثر تعقيدًا.
تحديات تنظيم المحتوى الإعلامي
أشار الدكتور هاشم إلى أن إغلاق منصات البث يعد أمرًا صعبًا، حيث يمكن لصانعي المحتوى البث من دول أخرى. ومع ذلك، تتمتع هذه المنصات بمكاسب مادية ومعنوية كبيرة. لذا، من الضروري وضع ميثاق أخلاقي لتنظيم المحتوى، كما هو الحال في ألمانيا، حيث توجد معايير محددة للبث، ويتم محاسبة من ينحرف عنها. يشترط القانون أن يُقدم المحتوى الطبي من قبل طبيب مرخص، ويستند إلى خلفية علمية موثوقة.
مسؤولية صانعي المحتوى
كما دعا الدكتور هاشم صانعي المحتوى إلى عدم استغلال بعض المهارات في ترويج أفكار غير صحيحة، وأكد ضرورة حرص وسائل الإعلام على تحديد الألقاب مثل “خبير” أو “دكتور” لأهل التخصص. إن الدقة في استخدام الألقاب تعزز من مصداقية المعلومات وتزلزل ثقة الجمهور في الخبراء المزيفين.
إجراءات تنظيمية محتملة
- وضع معايير قانونية واضحة للبث، خصوصًا في المجالات الدقيقة مثل الطب والتعليم.
- تحقيق التعاون بين الدول لوضع ميثاق دولي يحدد معايير المحتوى الإعلامي.
- تفعيل دور الهيئات الرقابية في متابعة الأنشطة الإعلامية عبر الإنترنت.
تساؤلات مطروحة حول المستقبل
هل ستستطيع مجتمعاتنا مقاومة هذه التحديات والمحافظة على هويتها الثقافية؟ وأين تكمن مغامرات الثورة الرقمية في خضم هذه التحولات؟ دورنا كأفراد ومؤسسات أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في مواجهة هذه الظواهر المتنامية.
قدّم هذه الفقرة من برنامج (هذا الصباح) الإعلامي محمد عبد الحكم.
تعليقات